لا يمكن فهم العقلية التي وراء تقديم الجزء الرابع من أفلام The Matrix بدون النظر للتراجيديا الشخصية التي مرت بها المخرجة "لانا واشويسكي"!

الاخوة واشويسكي أصحاب ملحمة The Matrix والفيلم الأسطوري Cloud Atlas معروفين للجميع قبل عام ٢٠٠٨ باسم "الأخوين واشويسكي": لاري وآندي، حولا جنسهما ليصبحا "الأختين واشويسكي" لانا وليلي.


عرضت عليها شركة Warner Bros عشرات المرات عبر السنوات انتاج جزء رابع من السلسلة الناجحة، وبحسب كلام لانا: كانوا يأتون إلينا بسيارة محملة بالنقود، يقولون لنا افعلوا ما يحلوا لكم وانتجوا لنا جزء جديد. لكنهما اعتقدا أن الفيلم اكتمل تماما بالأجزاء الثلاثة، بالشكل الفلسفي "الأنيق" -حسب تعبيرها- الذي ناقشا فيه العديد من الأفكار الوجودية حول واقعية وجودنا البشري، ومسألة حرية الاختيار، وسيطرة الذكاء الاصطناعي على المستقبل، لكن ما جعل لانا تغير رأيها هو فقدانها للعديد من الأشخاص القريبين جدا منها خلال السنوات الماضية.


فقدت أبويها وفقدت صديق قريب جدا، وكانت الفكرة المسيطرة هي فكرة "إحياء" هؤلاء الذين ماتوا مرة أخرى للحياة، ومن هنا جاء العنوان Resurrections (القيامة، أو العودة للحياة)، وهي الثيمة المسيطرة على الجزء الرابع، التي يبعث فيها نيو وترينيتي للحياة من جديد عبر سردية مدهشة (لكنها متقنة وذكية ومنطقية للغاية).


الفيلم في حد ذاته هو تحية شخصية للغاية Tribute من لانا لأحبائها، بشكل شخصي أعتبره اصدار خاص من سلسلة The Matrix أكثر من كونه جزء أصيل من الخط الدرامي للملحمة، تجربة ذاتية جدا تنتمي للمخرجة ومشاعرها وأفكارها أكثر ما تنتمي للأجزاء الثلاثة الأولى، بمعني أنه لو لم تفقد لانا أحباء لها، لم تكن الفكرة -غالبا- لتغزو خيالها.
نظرة أعمق على الفيلم الجديد، قريبا جدا.

بقلم . محمد جمال
رائد اعمال و مؤسس موقع كتبنا

اقرأ ايضا الولايات المتحدة تدعو دولا جديدة للتحالف العسكري من هنا