يّعد البصر  من الأجهزة المميزة عند الإنسان ، وقد ذكرت كثيراً في القرآن الكريم أكثر من غيرها.
كما أنها من النوافذ التي يطل منها على العالم الخارجي للتفاعل معها ، حيث يتلقى منها المدركات ويعرضها على العقل والعقل بدوره يعرضها على  العمليات العقلية المتعددة .
البصر في اللغة له معانٍ كثيرة بحسب موقعه في الجملة.
ومنها معنى : فتح عينيه فرأى .

طاقة البصر
للبصر طاقة عظيمة . إذ أنها ترى ، تتكلم ، تضحك ، تهدد وتتوعد ، تأمر ، تبكي ، تفكر ، تتصور ، وتصور ، تحنو ، أداة من أدوات التعبير عن الحب ، إلى غير ذلك .
- طاقة البصر  تشمل :
النظر :
للمحيط ، وهذه وظيفتها الأولى ، إذ تبصر ماحولها وتترجمه.
  كما أن للنظرة قوة ( النار ) عند الغضب وقوة ( جهاز الليزر )، وهذا الجهاز عباره عن مصدر مشع ، من خصائصه ، إحداث شحنات قوية من الإشعاع المتلاحم المتناسق المركّز ، يستعمل في مجالات عدة وخاصة الطبية العلاجية ، لأن لها قوة وحِدّة على النفاذ لاستئصال أمر ما في الجسد أو معالجته.
هذه الخاصية خامدة ، تُستثار أو تستيقظ ، عند الحسد ، وهذه  طاقة سلبية مؤذية ، عدوانية أو ضارة.
والحسد عبارة عن النقص في عدم الاكتفاء ، وتمني زوال نعمة من أحد لديه هذه النعمة ويتمتع بها .
كنعمة المال ، الذرية ، المركز ، النجاح ، حتى على حب الآخرين للمحسود . حيث تُستمد قوتها من كل الجسد والفكر والمشاعر ، وتصبح كتلة طاقة مركزة في اتجاه معين لتصيبه .




للتهديد والوعيد : وهذه الطاقة تؤخذ أيضاً من عنصر النار 
الموجود فينا وفي الطبيعة ، بحيث ترسل طاقة بترددات وموجات على شكل كلمات تُقرأ أثيرياً ويفهمها المُرسَل إليه.
مما قد يُحدث تشابك وتفاعل سلبي وغير محمود ، معنوي كان أو مادي.
المعنوي : مثل مايُطلق عليه ( الاستفزاز ) وأنواعه.
المادي : الاعتداءات بالتلامس على اختلاف أنواعها
كذلك طاقة نظرات الحب ولكن ذبذبات موجاتها ناعمة ومتسقة وخاصة إذا تلاقت العيون والتي تحمل نفس العواطف وطاقتها الناعمة .
وقد تكون هذه الطاقة الناعمة مخادعة ، مصيدة منافقة . وقد تكون صادقة منجزة .
وكذلك طاقة النظرات الحانية وهذه غالباً تكون صادقة ، يشعر بها الطفل والغريب والمريض والوالدين والأسرة بشكل عام .
مما تعتبر طاقة بصر شافية وخاصة إذا صاحبتها طاقة ابتسامة صادقة.
طاقة ابتسامة النظرة تشع بإضاءة مشعة بالحب والفرح والشفاء والدواء .
ومن هنا تأتي أهمية المحافظة على هذا الجهاز فوق الرائع والنعمة العظيمة ، بالنظافة ، والابتعاد عن كل ما يضرها ، والتقليل من واسائل التواصل الاجتماعي والذي يسبب جفاف للعين، أو تلف في أعصاب العين وأجزائها وغيرها من أمور غير صحية .

البصيرة :
مصطلح عربي يعني : لغة الإدراك. الفطنة  الدليل ،الشاهد
اصطلاحاً : انفتاح عين القلب واتساع الإدراك ، الحدس السليم في تحليل الأمور وفهمها .وتحوي اليقين .
لقد وصف الله آيات القرآن الكريم بأنه ( بصائر للناس ) أي أدلة وهدى وبيان يقود  إلى الحق ويهدي إلى الرشد .
كيف نحافظ على طاقة البصيرة ونحصل عليها ؟
طاقة البصيرة كما تقدم هي قوة الإدراك من الناصية ،أو العين الثالثة ، وأيضا قوة إدراك القلب والعقل والروح .
فالله وحده هو الذي رزقنا البصيرة ، فقط علينا الوصول لها وتجلي عملها كحقيقة واقعة  عملياً أو رمزاً ، أو فكراً.
وحتى الوصول إلى البصيرة ، يحتاج  إلى أمور عدة منها :
- انتباه واعٍ.
- التقليل جدا من الاعتماد على بقية العمليات العقلية .
- تركيز استيعابي وليس للحفظ .
- التخلص من الإيجو( الانا العليا ) أي بعيد عن الجدل والتنافس المحموم غير المحمود لإشباع غرور دنيوي فقط.
- فك التعلقات غير السليمة .
- العودة للقيم الأخلاقية التي تعالج وتساهم في علاج النفوس وبنائها وإحيائها ، وليس المقصود بذلك العادات والتقاليد المعيقة للتقدم والبناء .
- الاسترخاء والتأمل اليومي .
- إنارة القلب بالإيمان بالله والثقة وحسن الظن به والتوكّل عليه سبحانه ، للوصول لليقين .
المقصود بالانتباه الواعي هنا بأن ننتبه لكل ما يعيننا على إعادة قوة الإدراك أو البصيرة .
التقليل من العمليات العقلية كالتحليل والتصنيف وغيرها ، بدلاً من ذلك ، اتخاذ الوعي والتسليم لشعاع النور الذي ينادي الباحثين طريقاً للوصول .




التركيز الاستيعابي أي نستوعب ماننتبه إليه هل هذا الأمر من الممكن أن يساعدنا للوصول للإدراك الحقيقي أم عقبه أو أمر يحتاج إلى جهد يقرّب أو يبعد من نور القلب .
التخلص من الإيجو أي من الأنا المزيفة التي كونتها الرغبات والشهوات .
ومن التعلق والروابط بها .
الاسترخاء والتأمل والصمت والدعاء من القلب ، والصلاة .
هذه الأمور في الأغلب إذا لم تكن بالكامل تقوم على التخلص من المعيقات والمعوّعقات المكتسبة وتُرجع الإنسان (بالاستمرار على ذلك ) إلى فطرته ويهتدي إلى سبل التبصر والبصيرة إلى طريق الحدس والهدى والرشاد .
* لذا على من يريد الحصول على طاقة البصيرة أن ينتهج هذه الخطوات وغيرها وكل طرق الحب وحسن الظن بالله والتوكل عليه سبحانه .


د. مريم عبداللطيف الرجيب 
دكتوراه بعلوم الطاقة ، باحثة في كل مايتعلق بتنمية الذات الإنسانية 
منذ عام ١٩٩٥
من لغة الجسد ودلالة خط اليد ، القراءة التصويرية، العلاج بخط الزمن ، وغيرها 
مدربة في فن إعادة برمجة الذات 
ومعالجة بالثيتا هيلنغ وبالتوجيه الشخصي الكوتشينج 
مؤلفة 
شهادة جامعية باللغة العربية والتربية

لدي ترخيص لشركة للإستشارات التربوية والتنمية الذاتي