مدينة طُليطلة
"مدينة الثقافات الثلاث"

مدينة طُليطلة هي مدينة أندلسية قديمة للغاية ويرجح أنها بنيت في زمن الإغريق، وازدهرت في عهد الرومان حيث أقاموا فيها الجسر العظيم والمسرح، ويرجع اسم طليطلة من العهد الروماني حيث كانت تسمى "توليدو" أي المدينة المحصنة وكان العرب يسمونها مدينة الأملاك لأنها كانت عاصمة مملكة القوط.

تبعد مدينة طليطلة 75كيلومتر من العاصمة مدريد وتبلغ مساحتها 232.1 كيلومتر مربع. يحيط وادي تاجه بالمدينة من ثلاث جهات بالإضافة إلى الأودية والأجراف العميقة كل هذا ساهم في حصانة المدينة. يبلغ تعداد السكان 83 الف نسمة.

تعتبر طليطلة من أهم المدن السياحية في أسبانيا حيث تحوي العديد من الآثار لمختلف الثقافات (الإسلامية، اليهودية،النصرانية).

وكانت طليطلة تتبوأ المكانة الأولى في أسبانيا القوطية سياسيًا ودينيًا، ففضلًا عن كونها حاضرة القوط السياسية، فقد كانت الكرسي الأسقفي في أيبريا.
👈
حيث تُعدُّ مدينة طليطلة قديمة البناء في إسبانيا، فقد كانت قائمة قبل أن يغزو الرومان شبه جزيرة إيبريا، ومن ثم فهي مدينة إيبرية قديمة، وقد استولى عليها الرومان سنة 193م، وقبيل الفتح الإسلامي للأندلس.

الفتح الإسلامي لمدينة طليطلة


في بدايات شهر رجب سنة 92هـ/711م عبرت القوات الإسلامية بقيادة طارق بن زياد بإتجاه الأندلس، بعدما أتموا من قبل استكمال فتح بلاد المغرب العربي، وقد تمكن القوات من العبور، وقد مُني القوط بعدة هزائم سريعة، قبل أن تتجمع قواتهم بالقرب من وادي لكة .






ففي هذا السهل الصغير الذي تحده من الجنوب سلسلة من التلال العالية، وعلى ضفاف بحيرة خنده ونهر "بارباتي" تلاقى العرب والقوط، وذلك في الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة 92هـ / 17 يوليه سنة 711م. وفرق النهر بين الجيشين مدى أيام ثلاثة شغلت بالمعارك البسيطة. وفي اليوم الرابع التحم الجيشان ونشبت بينهما معركة عامة ،



سحق فيها المسلمون الجيش القوطي، وكان قد تجمع فيه كبار رجال الدولة والفرسان؛ لذا كانت الهزيمة تعني صعوبة المواجهة الكبرى مرة أخرى، وهو ما تحقق، ولم يكن والحال هذه سوى أن يسرع طارق بن زياد خطاه نحو عاصمة القوط "طُليطلة"، وهو ما تم له.

المكانة العلمية لمدينة طُليطلة
أنجبت طليطلة العديد من رجال العلم و الأدب و الدين منهم :-

أبو الوليد الوقشي و كان يجمع إلي علوم اللغة و الدين معرفة بصناعة الهندسة و المنطق

أبو جعفر بن منيح احد المعتنين بعلم الهندسة و النجوم و الطب

القويدس الذي برع في علوم الرياضيات و الهندسة و الفرائض

ابو إسحاق إبراهيم بن يحيي التجيبي و كان بصيراً بعلم الفلك

سقوط طليطلة!

في لحظة من الشقاق بين ملوك الطوائف، وانشغالهم بمحاربة بعضهم البعض، استغل الملك ألفونسو السادس ملك قشتالة هذه اللحظة البائسة التي كان يمر بها المسلمون في الأندلس، بل إن بعض الروايات تشير إلى تواطؤ بعض ملوك الطوائف مع ألفونسو مثل المعتمد بن عباد ملك إشبيلية.
وفي خريف سنة 477هـ/1084م بدأ حصار الملك القشتالي للمدينة، ولمدة تسعة أشهر كاملة استمر هذا الحصار، ولم يكن ثمة معين من ملوك الطوائف الآخرين لهذه المدينة ، وفي نهاية المطاف، وبعد الجوع وقلة الأقوات وضعف العامة وانهيار المقاومة سلم أهل طليطلة مدينتهم وهم في ذلة وضعف إلى الملك الكاثوليكي في بداية شهر صفر سنة 478هـ / مايو 1085م. وكانت طليطلة أول مدن الأندلس الإسلامية سقوطا.

وهكذا سقطت الحاضرة الأندلسية الكبرى، وخرجت من قبضة الإسلام إلى الأبد وبسقوط طليطلة، سقط الثغر الإسلامى الأعلى فى بلاد الأندلس، وهكذا ضحى المسلمون هناك بمعقل إسلامى مهم، نتيجة خطأ سياسى جسيم، ودلالة على استهتار حاكم المدينة.

حيث كان الجهل والخيانة والتشرذم الأسباب الرئيسة لسقوط المدينة!



مدينة الثقافات الثلاث

نادراً هي المدن التي تحتضن هذا القدر من المعالم التاريخية التي تجتمع في طليطلة (توليدو)، عاصمة الإمبراطورية الإسبانية في أوج عزّها بعد أن استحقّت لقب «مدينة الثقافات الثلاث» التي تعايش فيها وتمازج الإسلام مع المسيحية واليهودية طوال قرون، وانتقلت منها الفلسفة والعلوم الإغريقية إلى بقية أوروبا عبر مدرسة الترجمة الشهيرة التي تأسست فيها على يد الكتّاب والمفكّرين الأندلسيين.

لذلك أعلنت طليطلة موقع تراث عالمي من قبل اليونسكو في 1986 للتراث الثقافي الضخم بوصفها واحدة من العواصم السابقة للإمبراطورية الإسبانية ومكان لتنوع وتعايش الثقافات المسيحية واليهودية والإسلامية.