بتُ أبحث عنك في وجوه من حولي، حتي سرقني الوقت ولم أدرِ إلا بولادة ذلك الشعاع من جديد.


أخذت أتأمله وهو يعلن سيطرته علي تلك الزرقة التي لا نهاية لها فأري أبهى لوحة أبصرتها عيني طوال سنين عمري. ولكن لم يفلح ذهني في إيقاف صخبه وأخذت تساؤلاته تتسارع مرة أخرى لعل إحداهم تجد جوابها فيهدأ بالها ويطمئن فؤادها.


فإذ أجد أولهم يدق بابي بينما تتأرجح دموعه بين جفونه ويصرخ بي: لما الرحيل ومازال لقلبك خليل، ألم تستطيعي تحمله ولو لقليل! 

ويليه آخر شامتًا: تجاهلتِ بوصلتك فاجنِ حصاد فعلتك..


فيسرع ثالثهم مطمئنًا: لقد انتهى رصيد قلبك من تحمل الألم والفراق وعليك الآن العودة وسط أعز الرفاق.

وأقبلت الذكريات تجبرني على استرجاع كل لحظة تقبلت بها سخافات لم أعتدها، أو مبررات لم أطق سماعها، وكم تغاضيت عن عيوب أفنيت طاقتي لأتجاهلها ولم أنل مقابل لها ففنت روحي معها وختموا جميعهم لقاءهم صائحين: وجعكِ هو القصة المعتادة لعشقكِ عزيزتي. 

لأجدني أقف وأبكم كل تلك الضجة مرددةً: ربما ليست كل النهايات سعيدة، ولكنها حتمًا ستصل للسعادة يومًا ما.