لماذا من حولك اغبياء ؟
المقدمة
يَعرِض شريف عرفة في كتابه "لماذا من حولِكَ أغبياء" طرقًا جديدةً، لفهم الناس مِن حولِنا.
في الكتاب العديدُ من الأفكار حولَ أسبابِ اختلافِ الشخصيّات، وبعضُ الاقتراحاتِ لتخطي تلك الاختلافات، وكيف يمكن الاستفادةُ منها للتواصُلِ والتعايُشِ مع الآخرين، بصورةٍ أسهلَ وأكثر فعّاليّة.
اختلافُ طبائِعِ الناس وطرقُ تفكيرهم.
في العادة، نحن نحكمُ على الآخرين بناءً على تصرفاتهم، ولكننا نفسر تلك التصرفات على أساس نوايانا نحن! وهذا واحدٌ من أهم أسباب مشاكل العَلاقات الاجتماعية والإنسانية.
أنت لست دائمًا على حق، فأنت لا ترى الصورةَ كاملة، حتى تحكُم، وهكذا الآخرون. يكمنُ الحلُ في أن يَقتنِعَ الفردُ بأن رأيهُ صوابٌ يحتملُ الخطأ، ورأيَ غيرِهِ خطأ، يحتملُ الصواب.
تحدثُ الخِلافاتُ بين الناس، بسببِ اختلافِ طبيعتهمُ البشرية، وتباينِ طرق تفكيرهِم، وتنوعِ ظروف نشأتهم. بمعرفتك ذلك تستطيعُ تقليلَ خِلافاتك، من خلال تَبنِّي رؤيةٍ مُنفتحةٍ لمن حولِك، وبِتفهُّمِ وجهَاتِ النظر المختلفة، مُحاولًا إيجادَ طُرقٍ لحلِ المشكلات، وليس التركيز على الاختلاف.
مِفتاحُ سعادةِ الفرد بيده، فنحن يتحكم ما بداخلنا في ما خارجنا، وإن غيرنا عالمَنَا الداخلي، سيتغيرُ العالمُ الخارجي، والبيئة المحيطة. مثلًا، يمكنك بناءُ عَلاقاتٍ أفضل مع الناس، عن طريقِ رسمِ الخطوطِ العريضةِ لشكل عَلاقاتِنا، وتحديدِ ماهو مقبولٌ، وماهو غيرُ مقبول، بالنسبة لك أنت في عالمك الداخلي، وبالتالي ستُجبِرُ الناسَ في عالمِكَ الخارجي، على تغييرِ طريقةِ تَعَامُلِهِم معك.



أنت ترى العالمَ بعيونِ تجارِبِكَ السابقة
قد تشعرُ بأنه لا يوجدُ من يفهمُك من المحيطين بك، حتى وإن كانوا أقربَ الناسِ إليك؛ كالأهلِ والأصدقاءِ والجيران. هذا ليس بسبب أن الناسَ أغبياء، ولكن بسبب اختلافِهِم واختلاف البرمجةِ العقلية، التي نشؤوا عليها، واختلافِ التربيةِ والتعليمِ والخبراتِ، التي مروا بها، ذلك كلُّهُ شكّلَ سلوكَهُم ونظرتَهُم للحياة وللآخرين.
عندما تتعاملُ مع الناس، وتجدُ الكثيرَ من نِقاطِ الاختلاف، لا ترتبكْ أو تستاء، مُفترِضًا بأنك دائمًا على حق، فأنت ترى جُزءَا من الواقع، ولا ترى كُلَّ الصورة.
لتُكوِّنَ رؤيةً أكثرَ موضوعيةٍ وعُمق، وتُتخذَ القراراتِ الصائبة، عليك أن تستفيدَ من تجارِبِ الآخرين، ووجهات نظرهم.
تقبّلْ وجهاتِ النظرِ المختلفةِ معك، تَفَهّمْها وتفهّمِ الأسبابَ من خلفِهَا. راعي حقيقةَ أن من تراهُم مُخطئين، ليسوا بالضرورةِ أشخاصًا سيئين، فعدمُ مَعرفتِهِم بالأمور التي تُحِبُّها، قد تكون بسببك أنت، فربما أنك لست واضحًا معهم بشكل كافٍ.
وتذكّر أنَّ الجميعَ، لديه نيةٌ حَسَنةٌ وإيجابية في كل عمل يقومُ به، وأن الآخرين لديهم حُجَجُهُم وبراهينُهُم، التي تُثبِتُ لهم أنهم على حق. بتفهمك ذلك، ستتمكنُ من أن تتقاربَ مع الناسِ فِكريًا، وتُساعِدَهُم لكي يتغيروا للأفضل، بالأُسلوب المُناسب.
أيضًا، استمع للآخر كي تفهمَه. لا يُمكنك أن تُكَوّن صورةً عن شخصٍ مُعينٍ، إلا لو تركتَهُ يتكلمُ واستمعتَ إليه، وقتها ستعرِفُ كيفَ يُفكِر، وستستطيعُ التعاملَ معه.
هل تريد أن يُحِبَّكَ الناس؟ دعهم يتحدثون عن أنفسهم. هل لاحظت في حياتك العملية، أنّ الناس يشعرون بالسعادةِ والارتياح، حين يتكلمون عن تجاربِهِمُ الشخصية؟ لو منحتهم هذه السعادة، سيُحِبُّونَكَ ويُقدرونك، وسيستمتعون بصُحبَتِك. سيشعرون أنك مُهتمٌ بهم فعلاً، وأنَّكَ مُختلفٌ عن باقي الناسِ المتمركزين حول أنفسهم.

حولَ مفهومِ الحبِ والكره
أيُّ إنسانٍ لديه الكثيرُ من الصِفاتِ الجيدة، ويقوم بالعديِد من الحماقات أيضًا. أنت نفسك لست استثناءً للقاعدة.
لذلك، ليس من الصوابِ أن تكرَهَ شخصًا، لمجرد أنه فعَلَ شيئًا، لا تراه مناسب، عليك دائمًا أن تتحكمَ بمشاعِرِكَ وأهوائِك؛ كي تفهم.
إن كَرِهْتَ شخصًا، فتذكر أنك لا تكرهُه هوَ لشخصه، بل تكرهُ الفعلَ الذي قام به، تكرهُ صفةً ما موجودة فيه، بذلك يُصبحُ أسهل عليك أن تَتـقْبَلَهُ هو كشخص، وترفضَ التصرُّفَ الذي صدرَ عنه. وبالمقابل فأنت عندما تُحِبُ شخصًا ما، فأنت تحبُهُ رُغمَ أيِّ تَصرُفاتٍ سيئة، تَصدُرُ عنه.
موضوعُ الحبِّ والكُره -كما ترى- إراديٌ، ويمكننا أن نتحكمَ به، فيمكِنُنَا أن نتقبلَ شخصًا نكرهُه، ونتوقفَ عن النظرِ إليه بتلك الطريقة.
التحكمُّ بالشعورِ الداخلي، أمرٌ سهل، فلا تسمحَ للعِباراتِ الباهتةِ أن تُسيطِرَ عليه، وعلى تصرُفاتِكَ تجاه الآخرين. من أكبرِ أسبابِ فشلِ العَلاقات، هو التعميمُ والحُكمُ المُسبق والتناقض. كُنْ واعيًا لتلك الأمور، وابتعد عن الكراهِيَة، لأنها ستدمرك وتَملئُ قلبك بالتعاسة.
فكِّر بالأمرِ لفائدتِكَ الشخصية، أنت إن كَرِهْتَ شخصًا ما، بذلك أنت تعطيه سُلطةً على حياتك، ستكون صورتُهُ مُلتصِقَةً بذهنك، تَدفعُكَ للشعورِ بالسوء، مُعظمَ الوقت، ولن تتقدمَ كما تتمنى. الأفضلُ أن تَتَسَامَحَ مع الآخرين. بذلك تكونُ أقوى وأكثرَ سعادة.



العَلاقةُ الناجحةُ بين الرجل والمرأة
السعادةُ الزوجيةُ، ليست في أن نعيشَ حياة مثالية، بل في غضِّ الطَرْفِ عن زَلاّتِ وهَفَواتِ شَريك حياتِنَا، حتي نحصُلَ على تواصلٍ أفضل، وفُرصةٍ أكبرَ للعيش دون مشاكل.
في أي خلافٍ بين الشُركاء، ليس من الضروري أن يكونَ هُناكَ طَرَفًا مُحِق، وطَرَفًا ظالم، لأنه كما ذكرنا سابِقًا، جميعُنا لديه مُبرِرَاتُه وحُجَجُه وبراهينُه، على صحّةِ ما يفعل.
عند التواصلِ بين الجنسين، اللُّغةُ وحدها لا تكفي. في واقع الأمر، ليس من المهم ما تقولُه، بقدرِ أهميةِ الطريقةِ التي تقولُهُ بها.
عندما تتعاملُ مع الجنسِ الآخر، عليك أن تنظرَ إليه على أنهُ شخصٌ مُختلفٌ عنك. إنّ الرجلَ كالحَلَزُون والمرأةَ كحَلّةِ الضغط. بالنسبة للرجل، الحبُ يتناقضُ مع المنطق، أما عندَ المرأة، فالموضوعُ مختلف، فالرجلُ يَفقِدُ صوابَهُ حين يُحِب، بينما تحتفظ بهِ المرأة.
وأيضا من المهم، أن لا تتبنى أبدًا التعميماتِ السلبية مثل:
الرجلْ لا يهتمُ بالتفاصيل، ولكن بالصورةِ العامة.
المرأةْ تتكلمُ كثيراً
المرأةْ تُصَرِّحُ دائمًا بما تريد

أنماطُ الشخصيات ولغةُ الجسد
عقلُنا اللاواعي يُترجِمُ قراراتِه للغةِ جسد، فتجدُ بأنّ جسَدَكَ يتخذُ وضعيةً مُعينة، تَختلِفُ بحسَبِ نوعِ الحدث، وتأثيِرِهِ عليك. يمكِنُكَ الاستفادةُ من لغةِ الجَسَد، وتحديدًا ما يُظهِرُهُ الطرفُ الذي يُحدّثُك، من حركات وإيماءات، لتُعززَ التواصلَ معه، فهناك وضعياتٌ تُوحي بالرفضِ أو الشعورِ بالتهديدِ، أو الكَذِب أو التوتر. استغلالُكَ وفَهْمُكَ لكل تلك الرسائلِ، سيُسَهِّلُ عليك التواصلَ والتحدُّثَ، بطريقة فعّالة ومُمتعة.
على الجانبِ الآخر، يقوم عقلنا البشريُّ بعمليات هائلة يوميًا، عن طريقِ استقبالِهِ لإشاراتٍ من الحَوَاس، ولكن نسبةَ الاعتمادِ على حَوَاسِه، مُتفاوتِةً بين الناس، ويَنشَئُ بسبب ذلك، اختلافٌ في أنماطِ وشخصياتِ البشر.
فالشخصُ البصري: يهتمُ بالصور وبمشاهدةِ المناظرِ الطبيعية، وينتبهُ لكل التفاصيلِ مِن حولِه. هو شخصٌ يَتحركُ بسرعة، ويتكلمُ بسرعة ويُقررُ أيضًا بسرعة، لأنه يعتمد على ما يَراه. أنيقٌ وقيادي، ولكن يعيبَهُ أنه يَنظهرُ للنتيجة، ويهتمُ بِها فقط.
والشخصُ السمعي: تجدُهُ لا ينسى الأصوات، بل يستطيعُ التمييزَ بينهم بدقةٍ وبراعة. كلامُهُ يَمتازُ بالدقة والبُطء، يتنفسُ بعُمق، ويُقررُ اعتمادًا على المنطق. مُستمِع رائع ودقيق، لكن من عيوبه البُطءْ في اتخاذِ القرارات.
وأما الشخصُ الحِسِّي: فيعتمدُ على مشاعره وأحاسيسِهِ الداخلية، لوصفِ الأمور، ويتحدثُ ببطء، وعادةً ما يأخذُ القراراتِ اعتمادًا على مشاعِرِه، ومن عيوبه البارزة، أنه يأخذُ الأمورَ بصورةٍ شخصية، في معظم الأوقات.
لهذه الاسباب قد تجد ان من حولك اغبياء و لكن قد يكون هناك سوء فهم فتحرى جيدا

جميع المقالات حصرياً علي موقع مجلتي