جالت بخاطري تلك الكلمة حينما عزفت السماء إحدى ألحانها الشهيرة في ليالي يناير القاسية، لتنتج مقطوعة موسيقية ترغمني علي دخول دوامتي التي كان لا فرار منها إلا إليها.



دائرة سرمدية كاحلة، كان بها الصمت اللغة الوحيدة التي بت أجيدها.

خافق أبله، عجز عن تخير زائريه، فصاروا ذاتهم جارحيه.

لا أدري لماذا لا ننظر إلى أنفسنا نظرة واقعية، نتخلى بها عن مشاعرنا، سلطاتنا، نسبنا وعرقنا، فنجد أنفسنا مجرد "ذرة غبار كونية" تحركها أعاصير يومنا أينما شاءت. 

لماذا أخطأ في تقييم حجمه فرأى نفسه حوتًا مالكًا محيطه، بينما هو سمكة لا يعبأ لأمرها صياد يلقي سنانيره!

أخذت أنتشل عقلي من ظلماته لأجد عَبَرات تسترجع رفيقًا لها ظننت أنه هجرها، ولكن يظل لألم الخذلان وتغير الإنسان بعد تجربة الفقدان، ندوبـًا غير قابلة للنسيان. 

إلا أن ابتسامة جاهدت لحفر بصماتها علي شفتين قد جفت نبضاتها؛ فالتغيير والنضج دائما ما يتطلبان جهادًا صادقًا، تحيينا عليه أشلاؤنا سلامًا وطنيًا لم نعهده سابقًا.


بقلم  ايه نهاد