أرسل ملك قشتالة ألفونسو الثامن كتاب مليئ بالتهديد والوعيد والسخرية إلى السلطان الموحدي أبو يوسف يعقوب المنصور جاء فيه:


( أما بعد .. فإنه لا يخفى على ذي ذهن ثاقب ولا ذي عقل لازب، أنك أمير الملة الحنيفية، كما أني أمير الملة النصرانية، وقد علمت الآن ما عليه رؤساء أهل الأندلس من التخاذل والتواكل وإهمال الرعية، وإخلادهم إلى الراحة، وأنا أسومهم بحكم القهر وجلاء الديار، وأسبي الذراري، وأمثل بالرجال، ولا عذر لك في التخلف عن نصرهم إذا أمكنتك يد القدرة، وأنتم تزعمون أن الله تعالى فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم، فالآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً، ونحن الآن نقاتل عشرة منكم بواحد منا، لا تستطيعون دفاعا ولا تملكون امتناعا، وقد حكي لي عنك أنك أخذت في الاحتفال، وأشرفت على ربوة القتال، وتماطل نفسك عاماً بعد عام، تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، فلا أدري أكان الجيش أبطأ بك أم التكذيب بما وعد ربك ؟


 ثم قيل لي إنك لا تجد إلى جواز البحر سبيلاً لعلة لا يسوغ لك التقحم معها، وها أنا أقول لك ما فيه الراحة لك وأعتذر لك وعنك، على أن تفي بالعهود والمواثيق والاستكثار من الرهان، وترسل إلي جملة من عبيدك بالمراكب والشواتي والطرائد والمسطحات، وأجوز بحملتي إليك، وأقاتلك في أعز الأماكن لديك، فإن كانت لك فغنيمة كبيرة جلبت إليك، وهدية عظيمة مثلت بين يديك، وإن كانت لي كانت يدي العليا عليك، واستحقيت إمارة الملتين والحكم على البرين والله تعالى يوفق للسعادة ويسهل الإرادة لا رب غيره ولا خير إلا خيره إن شاء الله تعالى.)


فلما وصل كتابه إلى الأمير أبي يوسف المنصور مزقه وكتب على ظهره :

إرجع إليهم فلنتأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون.

الجواب ما ترى لا ما تسمع

ولا كتب إلا المشرفية عنده

ولا رسل إلا الخميس العرمرم


فجاز السلطان المنصور بجيشه من المغرب إلى الأندلس و في منطقة تسمى الأرك قرب طليطلة كان اللقاء مع جيوش ألفونسو المدعومة من مملكتي ليون و نافار فأذاقهم هناك هزيمة نكراء في معركة شرسة تعرف تاريخيا #بمعركة_الأرك جرت أطوارها سنة ( 591 هجرية / 1195م)